هناك اتجاه عام يشير إلي أن الإنسان الحجري الأول بدأ في استيطان شبه الجزيرة الكورية منذ حوالي 40000 إلي 50000 عاما، والى الآن لم يتضح ما إذا كان الكوريون الحاليون ينحدرون من هذا الإنسان الحجري الأول أم لا. وفيما يتعلق بأسلوب معيشة الإنسان الأول، فقد سكن بعضهم الكهوف في حين بنى البعض الآخر على الأراضي المسطحة.وقد اتباتوا على الفاكهة والجذور الصالحة للأكل وصيد السمك والحيوانات.
أما إنسان أواخر العصر الحجري فقد ظهر في كوريا في حوالي عام 4000 قبل الميلاد، وترجع اثارهم المنشرة في شتى ارجاء شبه الجزيرة الكورية الى 3000 عام قبل الميلاد. ويتخذ شكل اليقين أن إنسان أواخر العصر الحجري هو الذي ينحدر منه الكوريون الحاليون. وقد قطن إنسان أواخر العصر الحجري بالقرب من الشواطئ والأنهار قبل أن يتوسع في سكني باقي الاراضي. وكان صيد البحر مصدر غذائهم الأول، حيث كانوا يستخدمون الشباك وخيوط الصيد في صيد الأسماك والمحار. وكان صيد الحيوانات مصدر آخر للحصول على الغذاء. ومن بين أثار هذا الإنسان الحجري وجد بعض السهام وما يلزمها من قطع اخرى. وبعد ذلك بدأ إنسان أواخر العصر الحجري في ممارسة الأنشطة الزراعية وكانت أداواتهم هي الجاروف والمنجل الحجري وحجر الراحي.
وقد بدأت زراعة الأرز منذ العصر البرونزي واستمرت حتى عام 400 قبل الميلاد. كما عاش إنسان هذا العصر في أكواخ ، واستخدم الأكواخ الحجرية كمقابر. وبما أن الزراعة كانت أحد الأنشطة الرئيسية، تكونت القرى ونمت واصبح لحكامها ارتباط وثيق بالطبقة الحاكمة العليا. واصبح من الضروري وضع القوانين لحكم البلاد. في مملكة " ان كو تشوسون"(من 2333 إلى 194 قبل الميلاد) كان القانون يتكون من 8 مواد، لا يزال 3 منها معروفة الى الآن.
وتلك المواد الثلاثة أولها: قتل من يقتل في الحال. ثانيها: من يصب اخر عليه تعويضه ببعض المحاصيل. وثاليها: من يسرق ممتلكات الغير يصبح عبدا للمسروق.
ولم يطرأ على المنازل الكورية التقليدية أي تغير منذ حقبة الممالك الثلاث أي منذ اواخر عهد مملكة تشوسون (1392-1910).
ولكوريا نظام فريد في التدفئة يدعى " اوندول " وهو يمر تحت أرضية المباني، وقد استخدم أول الأمر في الجزء الشمالي. فكانت الحرارة والأدخنة تمر في قنوات اسفل الأرضيات. أما في الجزء الجنوبي الأكثر دفئا، كان هذا النظام يستخدم تحت مع الارضيات الخشبية. وكانت المواد الرئيسية المستخدمة في البناء هي الخشب والطين. ومن الجدير بالذكر أن مقر الرئاسة الكورية يطلق عليه " تشونغ واه داي " او البيت الازرق وذلك بعد استخدام القرميد الازرق في تغطية سطحه.
وكانت البيوت التقليدية تبنى بدون استخدام حيث كان يتم تجميعها عن طريق الأوتاد الخشبية. وكانت منازل الطبقة العليا تتكون من عدة بنايات، إحداها لاقامة النساء والاطفال، والثاني لاقامة ضيوف العائلة والرجال، واخر لاقامة الخدم وكل البنية يحيط بها سور. ويوجد خلف المنزل لنصب التذكاري للجدود. وفي بعض الاحيان كان يبنى أمام المنزل وخارج السور حوض لزهور اللوتس.
وكانت طبيعة المنازل في الشمال البارد تختلف عنها في الجنوب الدافئ. وكانت المنازل التقليدية البسيطة مستطيلة الشكل وتتكون من مطبخ وحجرة على احد الجانبين وقد تطورت المنازل الى منازل على شكل حرف (L) في الجنوب وعلى شكل (U) في الشمال أو بشكل مربع في المناطق المتوسطة من الجزء الشمالي.
ومنذ أواخر الستينات بدأ شكل المنازل الكورية في التغير الى البناء على الطريقة الغريبة او الابنية المعددة الطوابق وبدأ هذا النظام في الانتشار بسرعة في كل ارجاء البلاد منذ السبعينات.
وبدأ الكوريون في نسج الملابس باستعمال الجذور الخشبية وخيوط النباتات كما كانوا يربون دوة القز من اجل انتاج الحرير. وخلال فترة الثلاث ممالك كان الرجال يرتدون " التشوجوري " وهو جاكيت و" الباجي " وهو السروال و" توروماجي " أو المعطف الخارجي، كما كانوا يرتدون قبعة وحزام وحذاء. أما النساء فكانت ترتدي " التشوكوري" وهو جاكيت قصير ولها تشريطان طويلان يربطان ليكونان عقدة امامية تدعى " الووتكوروم "، وهناك أيضا التنورة التي ترتفع الى ما فوق الوسط وتسمى " التشي ما "، كذلك كانت النساء ترتدي جوارب قطنية وحذتء على شكل مركب، وفي مجمله يدعى الزي الكوري " الهانبوك ". وقد توارثته الاجيال عبر مئات السنين مع وجود بعض التغييرات الطفيفة تتمثل في تغيير اطوال التشوكوري والتشي ما.
وبدأت الازياء الغربية في الانتشار في كوريا خلال الحرب الكورية (1950-1953)، وفي فترة الستينات والسبعينات تناقص تدريجيا استخدام الهانبوك. وقد حشد محبى الهانبوك جهودهم من أجل تصميم اشكال اكثر سهولة في ارتدائها من الهانبوك.
ويرتدي الهانبوك في المناسبات الخاصة كبداية السنة القمرية والتشوسوك او عيد الحصاد، واعياد الاسرة مثل الموبيل الستينى للفرد او هوان - كاب.
من بين عناصر الحياة الاساسية وهي المنازل والملابس والطعام، كان تعير العادات الغذائية من أكثر التغييرات التي اصابت حياة الكوريين. وان كان لا يزال الارز هو الوجبة الاساسية للكوريين، وان كانت الاجيال الصغيرة بدأت تميل الى الاطعمة الغربية.
ويقدم بجانب الازر العديد من الاطباق منها خضروات الموسم والحساء واللحم. ولا تكتمل الوجبة الكورية بدون " الكيمتشي " وهو خليط من الخضروات المملحة مثل الكرنب الاسيوي والفجل والبصل الاخضر والخيار. وبعض أنواع الكيمتش تصنع حارة باضافة مسحوق الفلفل الاحمر او تنقع في سائل حار. ويستعمل الثوم من اجل اصافة نكهة مميزة للكيمتشي.
في نهاية شهر نوفمبر او بداية ديسمبر، تهتم الاسرة الكورية بصنع الكيمجامغ او اعداد الكيمتشي من اجل استخدامه طوال فترة الشتاء. وخلال العقود القليلة الماضية كان الكيمتشي يصنع بكميات كافية لفصل الشتاء ويوضع في اواني ويخزن في القبو(البدروم) من اجل الحفاظ على نكهته.
ومع انتشار الابنية الامتعددة الطوابق، بدأ صناع الاجهزة الكهربائية في تصنيع ثلاجات خاصة لحفظ الكيمتشي. كما بزعت صناعت الكيمتشي مع تزايد عدد الاسر التي تشتريه بدلا من صنعه بالمنزل.
وبالاضافة إلى الكميتشي هناك التوينجانغ (أو معجولن الحبوب الكورية) وما لها من تأثير مضاد للسرطان والذي استحوذ على اهتمام علماء التغذية مؤخرا. وكان الكوريون يصنعون هذا المعجون في المنزل عن طريق على الحبوب الصفراء ثم تجفيفها في الظل ونقعها في ماء مملح ثم يخمر في ضوء الشمس. ولم تعد العديد من الاسر تصنع هذا المعجون بالمنزل واتجهت الى شرائه معدا من الاسواق.
أما بالنسبة إلى الاطباق التي تدخل فيها اللحوم فناك البلغوعي(المصنوع من اللحم البقري) والكلبي(المصنوع من اللحم البقري او لحم الخمزير) وهما من اكثر الاطباق المفضلة للكوريين والاجانب على حد سواء.
الحياة العائلية
في كوريا القديمة كانت الاسرة تمتد لتشكل ثلاث أو أربعة أجيال يعشون في نفس المنزل. وبسبب ارتفاع معدل وفيات الأطفال في ذلك الوقت كانت الاسر تميل الى زيادة الانجاب.
ولكن مع دخول الدولة في عصر التصنيع والمدنية منذ بداية الستينات والسبعينات، بدأت خطة نشطة لتحديد النسل. وانخفض متوسط عدد الأطفال في كل أسرة الى طفلين او اقل في الثمانينات.
وطبقا للتقاليد الكنفوشيوسية، كان الابن الاكبر يتولى زمام الامور في العائلة بعد وفاة الاب، مما ادى الى تفضيل الذكور على الاناث في كوريا القديمة. وللتغلب على هذه المشكلة قامت الحكومة باعادة صياغةالقوانين المتعلقة بالاسرة بما يضمن المساواة بين الذكور والاناث في الارث.
وقد زاد التصنيع من صعوبة الحياة وجعلها اكثر تعقيدا، مما دعا الاجيال الجديدة الى الانفصال وتكوين اسر تعيش بعيدا عن الاسرة الممتدة. وحاليا معظم الاسر في كوريا تتخذ شكل الاسرة النواة الصغيرة.
الاحتفالات
في كوريا قديما كان هناك العديد من الاعياد ذات الطابع الديني. وكانت في فترة حكم الممالك المتحدة بداية الاحتفال الرسمي باعياد الشكر والحصاد. ومنها عيد " يونجو بيو " او اسحضار الأرواح بقرع الطبول، "تونجماينغ " عيد مؤسس كوكوريو، و " مونشون تونغ - بي " او رقصة الجنة. وغالبا تكون الاعياد في شهر التاسع من اشهر السنة القمرية، وبعد انتهاء اعياد الحصاد يأتي عيد يونجوبيو. في الشهر ثاني عشر من اشهر النسة القمرية.
وقد ظل احتفال الحصاد واعياد الشكر كما هي بدون تغيير خلال فترة حكم الممالك التالية وقد زادت عليها الاحتفالات الخاصة بكل مملكة. ونظرا لطبيعة الحياة المزدحمة بالاحداث حاليا، فقدت كوريا العديد من احتفالاتها التقليدية.
وان كان هناك بعض الاعياد التي لا يزال يحتفل بها مثل، اليوم الاول من السنة القمرية والذي يدعى " سول " والذي يكون في الفترة ما بين اواخر شهري يناير وفبراير، وفيه يجتمع كل افراد الاسرة معا.
وفيه يرتدي الكوريون الزي التقليدي الهانبوك او ابهى ثيابهم ويقوموا بمراسم إحياء ذكرى الراحلين. وبعد هذه المراسم يقوم اعضاء الاسرة الاصغر سنا بالانحناء الى من يكبرهم سنا.
ومن الاعياد الاخرى " ديبوروم " الذي يوافق اكتمال اول قمر من السنة عيد سول، وخلال هذا العيد يصلي الفلاحون والصيادون من اجل محصول وفير وطالع سعيد للاسرة وطرد الحظ السئ وذلك من حلال اعداد اطباق خاصة من الخضروات الموسمية.
وهناك ايضا " دانوو " او اليوم الخامس من أيام السنة القمرية، وهو عطلة للفلاحين من اجل الاستمتاع مع ذويهم بشتى اشكال المرح والتسلية، بينما تقوم السيدات بغسل شهورهن بماء ناتج عن غلى زهور السوسن لطرد الحظ السئ. وكان دانوو واحدا من الاعياد الكبرى قديما ولكنه الآن يحتفل به في عدد قليل من المقاطعات.
وهناك ايضا " تشوسوك " وهو اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن من اشهر السنة القمرية وهو من اقدم الاعياد التي لا تزال كوريا الحديثة تحتفل بها.
وتكتظ الطرق السريعة بالسيارات وتغلق المتاجر أبواتها لثلاثة ايام. ويجتمع شمل الأسرة ويحيون ذكرى الراحلين ويزورون المقابر. وفي فترة عيد تشوسوك تنفذ كل الاماكن على الطائرات والقطارات.
ويوم ميلاد بوذا هو اليوم الثامن من الشهر الرابع من أشهر السنة القمرية، كذلك عيد ميلاد السيد المسيح يستمتع به كل طوائف الكوريين بغض النظر عن ديانتهم. وفي احتفالات ميلاد بوذا يقوم اتباع بوذا باقامة طقوس خاصة في المعابد ويقومون باعداد مواكب كبيرة وتزيين الشوارع بالفوانيس الملونة.
وهناك العديد من المناسبات العائلية المهمة بالنسبة للكوريين والتي تقام فيها الاحتفالات ومنها " بيكئيل " او اليوم الميئوي لميلاد الطفل. و" دول " العيد الاول لميلاد الطفل، " هوان-كاب " العيد الستيني للشخص وهو بمثابة اتمام الشخص لدائرة الفلك الشرقي. وكانت هذه الاعياد هامة جدا في الماضي حيث ان متوسط الاعمار كان منخفضا نسبيا ومعدل الوفيات كان مرتفعا.
وكان يتجمع في هذه المناسبات كل الاقارب في الماضي، ولكن حاليا يحضر هذه الأعياد أقرب الاقرباء فقط. وفيما يتعلق بالعيد الستيني أصبحت اشكال الاحتفال به مختلفة فغالبا ما يحتفل له من خلال السفر في جولة خارج كوريا بدلا من الاحتفال به في المنزل.
أما إنسان أواخر العصر الحجري فقد ظهر في كوريا في حوالي عام 4000 قبل الميلاد، وترجع اثارهم المنشرة في شتى ارجاء شبه الجزيرة الكورية الى 3000 عام قبل الميلاد. ويتخذ شكل اليقين أن إنسان أواخر العصر الحجري هو الذي ينحدر منه الكوريون الحاليون. وقد قطن إنسان أواخر العصر الحجري بالقرب من الشواطئ والأنهار قبل أن يتوسع في سكني باقي الاراضي. وكان صيد البحر مصدر غذائهم الأول، حيث كانوا يستخدمون الشباك وخيوط الصيد في صيد الأسماك والمحار. وكان صيد الحيوانات مصدر آخر للحصول على الغذاء. ومن بين أثار هذا الإنسان الحجري وجد بعض السهام وما يلزمها من قطع اخرى. وبعد ذلك بدأ إنسان أواخر العصر الحجري في ممارسة الأنشطة الزراعية وكانت أداواتهم هي الجاروف والمنجل الحجري وحجر الراحي.
وقد بدأت زراعة الأرز منذ العصر البرونزي واستمرت حتى عام 400 قبل الميلاد. كما عاش إنسان هذا العصر في أكواخ ، واستخدم الأكواخ الحجرية كمقابر. وبما أن الزراعة كانت أحد الأنشطة الرئيسية، تكونت القرى ونمت واصبح لحكامها ارتباط وثيق بالطبقة الحاكمة العليا. واصبح من الضروري وضع القوانين لحكم البلاد. في مملكة " ان كو تشوسون"(من 2333 إلى 194 قبل الميلاد) كان القانون يتكون من 8 مواد، لا يزال 3 منها معروفة الى الآن.
وتلك المواد الثلاثة أولها: قتل من يقتل في الحال. ثانيها: من يصب اخر عليه تعويضه ببعض المحاصيل. وثاليها: من يسرق ممتلكات الغير يصبح عبدا للمسروق.
ولم يطرأ على المنازل الكورية التقليدية أي تغير منذ حقبة الممالك الثلاث أي منذ اواخر عهد مملكة تشوسون (1392-1910).
ولكوريا نظام فريد في التدفئة يدعى " اوندول " وهو يمر تحت أرضية المباني، وقد استخدم أول الأمر في الجزء الشمالي. فكانت الحرارة والأدخنة تمر في قنوات اسفل الأرضيات. أما في الجزء الجنوبي الأكثر دفئا، كان هذا النظام يستخدم تحت مع الارضيات الخشبية. وكانت المواد الرئيسية المستخدمة في البناء هي الخشب والطين. ومن الجدير بالذكر أن مقر الرئاسة الكورية يطلق عليه " تشونغ واه داي " او البيت الازرق وذلك بعد استخدام القرميد الازرق في تغطية سطحه.
وكانت البيوت التقليدية تبنى بدون استخدام حيث كان يتم تجميعها عن طريق الأوتاد الخشبية. وكانت منازل الطبقة العليا تتكون من عدة بنايات، إحداها لاقامة النساء والاطفال، والثاني لاقامة ضيوف العائلة والرجال، واخر لاقامة الخدم وكل البنية يحيط بها سور. ويوجد خلف المنزل لنصب التذكاري للجدود. وفي بعض الاحيان كان يبنى أمام المنزل وخارج السور حوض لزهور اللوتس.
وكانت طبيعة المنازل في الشمال البارد تختلف عنها في الجنوب الدافئ. وكانت المنازل التقليدية البسيطة مستطيلة الشكل وتتكون من مطبخ وحجرة على احد الجانبين وقد تطورت المنازل الى منازل على شكل حرف (L) في الجنوب وعلى شكل (U) في الشمال أو بشكل مربع في المناطق المتوسطة من الجزء الشمالي.
ومنذ أواخر الستينات بدأ شكل المنازل الكورية في التغير الى البناء على الطريقة الغريبة او الابنية المعددة الطوابق وبدأ هذا النظام في الانتشار بسرعة في كل ارجاء البلاد منذ السبعينات.
وبدأ الكوريون في نسج الملابس باستعمال الجذور الخشبية وخيوط النباتات كما كانوا يربون دوة القز من اجل انتاج الحرير. وخلال فترة الثلاث ممالك كان الرجال يرتدون " التشوجوري " وهو جاكيت و" الباجي " وهو السروال و" توروماجي " أو المعطف الخارجي، كما كانوا يرتدون قبعة وحزام وحذاء. أما النساء فكانت ترتدي " التشوكوري" وهو جاكيت قصير ولها تشريطان طويلان يربطان ليكونان عقدة امامية تدعى " الووتكوروم "، وهناك أيضا التنورة التي ترتفع الى ما فوق الوسط وتسمى " التشي ما "، كذلك كانت النساء ترتدي جوارب قطنية وحذتء على شكل مركب، وفي مجمله يدعى الزي الكوري " الهانبوك ". وقد توارثته الاجيال عبر مئات السنين مع وجود بعض التغييرات الطفيفة تتمثل في تغيير اطوال التشوكوري والتشي ما.
وبدأت الازياء الغربية في الانتشار في كوريا خلال الحرب الكورية (1950-1953)، وفي فترة الستينات والسبعينات تناقص تدريجيا استخدام الهانبوك. وقد حشد محبى الهانبوك جهودهم من أجل تصميم اشكال اكثر سهولة في ارتدائها من الهانبوك.
ويرتدي الهانبوك في المناسبات الخاصة كبداية السنة القمرية والتشوسوك او عيد الحصاد، واعياد الاسرة مثل الموبيل الستينى للفرد او هوان - كاب.
من بين عناصر الحياة الاساسية وهي المنازل والملابس والطعام، كان تعير العادات الغذائية من أكثر التغييرات التي اصابت حياة الكوريين. وان كان لا يزال الارز هو الوجبة الاساسية للكوريين، وان كانت الاجيال الصغيرة بدأت تميل الى الاطعمة الغربية.
ويقدم بجانب الازر العديد من الاطباق منها خضروات الموسم والحساء واللحم. ولا تكتمل الوجبة الكورية بدون " الكيمتشي " وهو خليط من الخضروات المملحة مثل الكرنب الاسيوي والفجل والبصل الاخضر والخيار. وبعض أنواع الكيمتش تصنع حارة باضافة مسحوق الفلفل الاحمر او تنقع في سائل حار. ويستعمل الثوم من اجل اصافة نكهة مميزة للكيمتشي.
في نهاية شهر نوفمبر او بداية ديسمبر، تهتم الاسرة الكورية بصنع الكيمجامغ او اعداد الكيمتشي من اجل استخدامه طوال فترة الشتاء. وخلال العقود القليلة الماضية كان الكيمتشي يصنع بكميات كافية لفصل الشتاء ويوضع في اواني ويخزن في القبو(البدروم) من اجل الحفاظ على نكهته.
ومع انتشار الابنية الامتعددة الطوابق، بدأ صناع الاجهزة الكهربائية في تصنيع ثلاجات خاصة لحفظ الكيمتشي. كما بزعت صناعت الكيمتشي مع تزايد عدد الاسر التي تشتريه بدلا من صنعه بالمنزل.
وبالاضافة إلى الكميتشي هناك التوينجانغ (أو معجولن الحبوب الكورية) وما لها من تأثير مضاد للسرطان والذي استحوذ على اهتمام علماء التغذية مؤخرا. وكان الكوريون يصنعون هذا المعجون في المنزل عن طريق على الحبوب الصفراء ثم تجفيفها في الظل ونقعها في ماء مملح ثم يخمر في ضوء الشمس. ولم تعد العديد من الاسر تصنع هذا المعجون بالمنزل واتجهت الى شرائه معدا من الاسواق.
أما بالنسبة إلى الاطباق التي تدخل فيها اللحوم فناك البلغوعي(المصنوع من اللحم البقري) والكلبي(المصنوع من اللحم البقري او لحم الخمزير) وهما من اكثر الاطباق المفضلة للكوريين والاجانب على حد سواء.
الحياة العائلية
في كوريا القديمة كانت الاسرة تمتد لتشكل ثلاث أو أربعة أجيال يعشون في نفس المنزل. وبسبب ارتفاع معدل وفيات الأطفال في ذلك الوقت كانت الاسر تميل الى زيادة الانجاب.
ولكن مع دخول الدولة في عصر التصنيع والمدنية منذ بداية الستينات والسبعينات، بدأت خطة نشطة لتحديد النسل. وانخفض متوسط عدد الأطفال في كل أسرة الى طفلين او اقل في الثمانينات.
وطبقا للتقاليد الكنفوشيوسية، كان الابن الاكبر يتولى زمام الامور في العائلة بعد وفاة الاب، مما ادى الى تفضيل الذكور على الاناث في كوريا القديمة. وللتغلب على هذه المشكلة قامت الحكومة باعادة صياغةالقوانين المتعلقة بالاسرة بما يضمن المساواة بين الذكور والاناث في الارث.
وقد زاد التصنيع من صعوبة الحياة وجعلها اكثر تعقيدا، مما دعا الاجيال الجديدة الى الانفصال وتكوين اسر تعيش بعيدا عن الاسرة الممتدة. وحاليا معظم الاسر في كوريا تتخذ شكل الاسرة النواة الصغيرة.
الاحتفالات
في كوريا قديما كان هناك العديد من الاعياد ذات الطابع الديني. وكانت في فترة حكم الممالك المتحدة بداية الاحتفال الرسمي باعياد الشكر والحصاد. ومنها عيد " يونجو بيو " او اسحضار الأرواح بقرع الطبول، "تونجماينغ " عيد مؤسس كوكوريو، و " مونشون تونغ - بي " او رقصة الجنة. وغالبا تكون الاعياد في شهر التاسع من اشهر السنة القمرية، وبعد انتهاء اعياد الحصاد يأتي عيد يونجوبيو. في الشهر ثاني عشر من اشهر النسة القمرية.
وقد ظل احتفال الحصاد واعياد الشكر كما هي بدون تغيير خلال فترة حكم الممالك التالية وقد زادت عليها الاحتفالات الخاصة بكل مملكة. ونظرا لطبيعة الحياة المزدحمة بالاحداث حاليا، فقدت كوريا العديد من احتفالاتها التقليدية.
وان كان هناك بعض الاعياد التي لا يزال يحتفل بها مثل، اليوم الاول من السنة القمرية والذي يدعى " سول " والذي يكون في الفترة ما بين اواخر شهري يناير وفبراير، وفيه يجتمع كل افراد الاسرة معا.
وفيه يرتدي الكوريون الزي التقليدي الهانبوك او ابهى ثيابهم ويقوموا بمراسم إحياء ذكرى الراحلين. وبعد هذه المراسم يقوم اعضاء الاسرة الاصغر سنا بالانحناء الى من يكبرهم سنا.
ومن الاعياد الاخرى " ديبوروم " الذي يوافق اكتمال اول قمر من السنة عيد سول، وخلال هذا العيد يصلي الفلاحون والصيادون من اجل محصول وفير وطالع سعيد للاسرة وطرد الحظ السئ وذلك من حلال اعداد اطباق خاصة من الخضروات الموسمية.
وهناك ايضا " دانوو " او اليوم الخامس من أيام السنة القمرية، وهو عطلة للفلاحين من اجل الاستمتاع مع ذويهم بشتى اشكال المرح والتسلية، بينما تقوم السيدات بغسل شهورهن بماء ناتج عن غلى زهور السوسن لطرد الحظ السئ. وكان دانوو واحدا من الاعياد الكبرى قديما ولكنه الآن يحتفل به في عدد قليل من المقاطعات.
وهناك ايضا " تشوسوك " وهو اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن من اشهر السنة القمرية وهو من اقدم الاعياد التي لا تزال كوريا الحديثة تحتفل بها.
وتكتظ الطرق السريعة بالسيارات وتغلق المتاجر أبواتها لثلاثة ايام. ويجتمع شمل الأسرة ويحيون ذكرى الراحلين ويزورون المقابر. وفي فترة عيد تشوسوك تنفذ كل الاماكن على الطائرات والقطارات.
ويوم ميلاد بوذا هو اليوم الثامن من الشهر الرابع من أشهر السنة القمرية، كذلك عيد ميلاد السيد المسيح يستمتع به كل طوائف الكوريين بغض النظر عن ديانتهم. وفي احتفالات ميلاد بوذا يقوم اتباع بوذا باقامة طقوس خاصة في المعابد ويقومون باعداد مواكب كبيرة وتزيين الشوارع بالفوانيس الملونة.
وهناك العديد من المناسبات العائلية المهمة بالنسبة للكوريين والتي تقام فيها الاحتفالات ومنها " بيكئيل " او اليوم الميئوي لميلاد الطفل. و" دول " العيد الاول لميلاد الطفل، " هوان-كاب " العيد الستيني للشخص وهو بمثابة اتمام الشخص لدائرة الفلك الشرقي. وكانت هذه الاعياد هامة جدا في الماضي حيث ان متوسط الاعمار كان منخفضا نسبيا ومعدل الوفيات كان مرتفعا.
وكان يتجمع في هذه المناسبات كل الاقارب في الماضي، ولكن حاليا يحضر هذه الأعياد أقرب الاقرباء فقط. وفيما يتعلق بالعيد الستيني أصبحت اشكال الاحتفال به مختلفة فغالبا ما يحتفل له من خلال السفر في جولة خارج كوريا بدلا من الاحتفال به في المنزل.